رئيس مجلس الأمة الكويتي: الوحدة الفلسطينية ليست خيارا بل هي شرط استراتيجي وحيد وما عدا ذلك سيكون كارثيا ومدمرا
أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم أن الوحدة الفلسطينية ليست خيارا من ضمن خيارات أخرى بل هي قدر وشرط استراتيجي وحيد وأقول وحيد لأن ما عدا ذلك سيكون كارثيا ومدمرا، وتابع الغانم "نحن في البرلمان الكويتي نعلن وبدون تحفظ دعم كل الجهود التي تصب في صالح وحدة الفلسطينيين وانهاء التشرذم والتشظي السياسي الحاصل حاليا وندعم بشكل خاص الجهود المصرية والمبادرات الجزائرية وغيرها من التحركات التي تستهدف تعجيل المصالحة الفلسطينية العاجلة واضعين كل امكانياتنا تحت تصرف االشقاء إلنجاح مهمتهم".
ودعا إلى ضرورة دعم القوى الناعمة للشعب الفلسطيني كونها حافظة للذاكرة الفلسطينية ومعززة لشهادة صاحب الأرض على ما يقترفه المحتل من اعتداءات وانتهاكات بحقه. كما أكد الغانم ضرورة تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني والمصالحة الوطنية الفلسطينية كشرط استراتيجي وحيد لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وإنهاء حالة التشرذم والتشظي السياسي.
جاء ذلك في كلمة للغانم أمام المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي بشأن الأوضاع بالقدس المحتلة المنعقد حاليا في العاصمة المصرية القاهرة وقال الغانم في مستهل كلمته "إن الدعوة لاجتماع طارئ بشأن فلسطين والقدس مهمة وضرورية ومستحقة بغض النظر عما سيردده تجار اليأس وبائعو الاستسلام حول فائدة مثل تلك الاجتماعات العربية التي ستكتفي ببيانات الشجب والاستنكار كما سيقولون".
واضاف أن "كل اجتماع ومنتدى ومحفل يذكر فيه اسم فلسطين مهم وكل نشرة أخبار وبيان ومقال ومنشور يردد اسم القدس وسائر مدن فلسطين ضرورية ومؤثرة لأن صراعنا مع العدو كان وما زال هو صراع بين الذاكرة والنسيان وصراع الوجود والثبات ضد المحو والالغاء"
وذكر أن "العدو يخاف ذاكرة الفلسطيني وذاكرة الارض وفعل الكثير ليسوق نفسه على إنه واحة الديمقراطية والتعدد والحرية والتقدم فإذابه يوما بعد يوم ساحة لارهاب الدولة واللصوصية وسرقة تاريخ الارض ابتداء من الاركيولوجيا وانتهاء بالفلوكلور وما بينهما من ثقافة وأدب وموسيقى وعادات وطقوس".
وتابع الغانم "عندما قلت إن الفلسطيني ورطة العدو ولعنته الابدية لم أكن أبالغ فالفلسطيني هو شبح هذا المحتل وكابوسه السرمدي وكل رصاصة غادرة يطلقها العدو كخطوة نحو الخالص هي خطوة واسعة نحو الهاوية".
واستطرد قائال "أنا لا أبالغ هنا وأضفي مشهدية شعرية على هذا الواقع المر لأن شيرين أبو عاقلة لم تكن تحمل سلاحا او حجارة أو الفت هي ببساطة كانت تحرس ذاكرة الفلسطيني عبر عملها الاعلامي والعدو يدرك إن الصورة أقوى من البندقية في كثير من الأحيان".
وأشار إلى أنه "منذ غسان كنفاني وحتى شيرين أبو عاقلة كان العدو يخاف القوى الناعمة للفلسطيني شعر الفلسطيني وسرده وأغنيته وفيلمه السينمائي ودبكته وأهازيجه وطعامه وطقوسه وحكايات الجدات في الليل وكل المخزون الحضاري الذي يتكئ عليه صاحب الأرض الأصيل".
وأكد الغانم أن "العدو يخاف هذا التعبير اللانهائي والذي لا يتوقف لصاحب هذه الارض بوصفه قدرا وأصلا وشيئا طبيعيا لا كونه غريباعن الارض ومتكلفا مع مناخها وأجنبيا مهما حاول التصالح مع التاريخ".
ولفت إلى أنه "عندما أنحي مجازا وتجاوزا مشهد البندقية والشاب الملثم كصورة نمطية للفلسطيني سأضطر هنا أن أتحدث عن هذا الهديرالبشري المتحرك والذي يعبر عن نفسه بكافة األشكال عفوية وحميمية وسلمية والتي كنا نعتقد لألسف بعدم جدواها وقلة حيلتها وأضاف "سأتحدث عن الصحفي الفلسطيني وعن المهندس والدكتور والروائي والشاعر والفنان التشكيلي والمخرج والطاهي والتلميذ المتفوق وعن الملايين الذين فقط بعيش حياتهم العادية كل يوم يشكلون أداة ضغط خانقة على العدو ولسان حاله يقول انهم يحيطون بنا من كل مكان".
وذكر الغانم "عن هولاء ولهولاء يجب أن نتحدث ويجب أن نعمل والى هولاء يجب أن نتطلع فكنا نقول دائما إن ورطة المحتل هي مع الفلسطيني الشهيد وهذا صحيح لكن يبدو ونحن في عصر التكنولوجيا إن ورطة العدو هي مع الفلسطيني الشهيد والفلسطيني الشاهد فشيرين أبو عاقلة كانت شاهدة والمجرم بطبعه يخاف الشهود".
وقال الغانم "إن كان لي من اقتراح عملي بمناسبة عقد هذا الاجتماع الطارئ فسيتمثل في ضرورة التفكير جديا على مستوى البرلمانيين العرب ومن ثم الحكومات العربية لايجاد صيغة دعم مالي لكل القوى الناعمة الفلسطينية سواء عبر إنشاء صندوق تمويلي او كيان مالي مدعوم من كل الدول العربية".
وأوضح رئيس مجلس الامة أن "الصندوق التمويلي أو الكيان المالي المقترح يعنى بدعم كل الاشكال والنشاطات والمراكز المعنية بحفظ الذاكرة الفلسطينية وتعزيز شهادة الفلسطيني على تاريخه وأرضه وخاصة ذاكرة القدس المحتلة".
وذكر الغانم أن "الدعم يستهدف تحصين الهوية الفلسطينية من التزييف والتشويه والطمس عبر الحفاظ على اآلثار والمعالم والشواهد الفلسطينية ورعاية المراكز الثقافية والمكتبات القديمة والمسارح والمحترفات الفلسطينية ومؤازرة حركة النشر والطباعة والتأليف الفلسطيني وغيرها من النشاطات".
وبين أن "منصات التواصل الاجتماعي ستلعب دورا حاسما وستكون بالضرورة عاملا لانفتاح العالم بأسره على فلسطين وبالتالي فشل كل أساليب الحصار التقليدية التي يقوم بها العدو وجدرانه العازلة".