جدري القرود يتمدد عالميا.. وبلجيكا أول دولة تلجأ للعزل الإجباري للمصابين
لم يسدل الستار بعد على جائحة كورونا حتى وجدت البشرية نفسها أمام وباء جديد ربما يكون أشد فتكا وأكثر ألما، وباء عرفته البشرية من قبل لكنه عاد يطل بوجهه القبيح مرة أخرى، إنه جدري القرود، مرض لا يمكن إخفائه أو الخلط بينه وبين داء أخر مثلما كان الحال في فيروس كورونا.
حالة قلق تنتاب العالم والذعر من انتشاره بات يتصاعد مع تمدد العدوى من دولة إلى أخرى، ويظهر في دول لم يكن متوطما فيها من قبل، وكأنه يكشر عن أنيابه ليرعب البشرية من جديد، وكانت أخر التطورات في إعلان منظمة الصحة العالمية أنه تم تأكيد 92 إصابة "بجدري القرود"، مبينة في الوقت ذاته أن هناك 28 إصابة أخرى يجري التحقق منها في 12 دولة لا يعد هذا الفيروس متوطنا فيها.
وأشارت المنظمة في بيان لها أوردته قناة "فرانس 24" مساء اليوم الأحد، إلى اكتشاف المزيد من الإصابات "بجدري القرود" بينما توسع نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة وأضافت أنها ستقوم بتقديم المزيد من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للبلدان بشأن كيفية الحد من انتشار "جدري القرود".
يأتي هذا في وقت ارتفعت فيه أعداد الإصابات بجدري القرود في أوروبا ومناطق أخرى، علما بأن جدري القرود هو نوع من الإصابة الفيروسية الأكثر شيوعا في غرب ووسط القارة الأفريقية.
بلجيكا كانت العنوان الأبرز في الساعات الأخيرة حيث أصبحت أول دولة تطبق الحجر الصحي الإجباري لمدة 21 يوما للحد من انتشار مرض جدري القرود، فيما يحذر الأطباء من "ارتفاع كبير" في حالات الإصابة ببريطانيا خلال "أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع" القادمة.
وقالت السلطات الصحية البلجيكية، إن أولئك الذين أصيبوا بالمرض سيضطرون الآن إلى عزل أنفسهم لمدة 3 أسابيع، بعد تسجيل 3 حالات في البلاد، مشيرة إلى أن جميع الحالات، التي تم تسجيل أولها يوم الجمعة الماضية، مرتبطة بمهرجان في مدينة أنتويرب الساحلية.
إلى ذلك قالت كبيرة المستشارين الطبيين بوكالة الأمن الصحي في بريطانيا، سوزان هوبكنز، إنه يتم اكتشاف المزيد من حالات جدري القرود يوميا.
وأضافت: "نكتشف المزيد من الحالات يوميا وأود أن أشكر كل هؤلاء الأشخاص الذين يتقدمون للاختبار في عيادات الصحة الجنسية والأطباء العامين وقسم الطوارئ".
يذكر أن جدري القرود غالبا ما يصاب به من خلال التعامل مع القرود، وهو مرضا فيروسيا نادرا يقتل حوالي 10% من الأشخاص الذين يصيبهم، وفقا للإحصائيات.
وتم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في عام 1958، مع أول حالة بشرية تم الإبلاغ عنها في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 1970. وتم تسجيل حالات إصابة بشرية لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 2003 وبريطانيا في سبتمبر 2018.
ويتواجد الفيروس في الحيوانات البرية ولكن يمكن للإنسان أن يصاب به من خلال الاتصال المباشر مع الحيوانات، مثل التعامل مع القرود، أو تناول اللحوم المطبوخة بشكل غير كاف.
ويمكن للفيروس أن يدخل الجسم من خلال الجلد المجروح أو الجهاز التنفسي أو العينين أو الأنف أو الفم، ويمكن أن ينتقل بين البشر عبر قطرات في الهواء، ولمس جلد الشخص المصاب، أو لمس الأشياء الملوثة بها.
وتظهر الأعراض عادة في غضون 5 و21 يوما من الإصابة، وتشمل هذه الأعراض الحمى والصداع وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة والتعب. وأكثر الأعراض وضوحا هو الطفح الجلدي الذي يظهر عادة على الوجه قبل أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وعادة ما يكون جدري القرود خفيفا، حيث يتعافى معظم المرضى في غضون أسابيع قليلة دون علاج، ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض قاتلا حيث تؤدي السلالة التي تسبب التفشي الحالي إلى وفاة واحد من كل 100 مصاب. ووفقا لمنظمة الصحة العالمة لا توجد علاجات أو لقاحات محددة متاحة لعدوى جدري القرود