اكتئاب الحوامل يصيب الأجنة بإنخفاض فى النمو المعرفي
حذر أطباء، السيدات الحوامل من خطورة التوتر والقلق أثناء حملهن لأنه يؤثر بشكل مباشر وخطير على أطفالهن، وقد يتسبب الأكتئاب في إعاقة دماغية للطفل فيما بعد، هذا ما توصلت إليه دراسة أجراها أطباء فى "مستشفى الأطفال الوطنى" فى واشنطن، حيث أوضحت الدراسة أن زيادة مستويات التوتر، والقلق، والإكتئاب لدى الحوامل قد عملت على تغيير السمات الرئيسية لدماغ الجنين، ما أدى لاحقا إلى إنخفاض فى النمو المعرفي لدى الأبناء في عمر 18 شهرًا.
وتتبع الباحثون في دراستهم، التي نُشرت نتائجها في عدد مايو من مجلة "جاما" الطبية، مجموعة من 97 امرأة حامل وأطفالهن، وقد لوحظ أن الضغط النفسي المستمر بعد ولادة الطفل قد يؤثر على التفاعل بين الوالدين والطفل والتنظيم الذاتي للرضيع، وهذه الدراسة هي الأولى التي تسلط الضوء على صلة مهمة بين تغير نمو دماغ الجنين داخل الرحم وعواقب النمو المعرفي طويلة المدى للأجنة المعرضة لمستويات عالية من الإجهاد السام أثناء الحمل.
وكانت جميع المشاركات الحوامل يتمتعن بصحة جيدة، وكان لدى معظمهن مستوى معين من التعليم ويعملن لتحديد ضغوط الأمهات قبل الولادة والقلق والاكتئاب، استخدم الباحثون استبيانات تم التحقق منها ذاتيًا، فقد تم قياس أحجام مخ الجنين والطي القشري من صور ثلاثية الأبعاد أعيد بناؤها مستمدة من فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.
تم قياس كمية الكرياتين والكولين في دماغ الجنين باستخدام التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي بالبروتون، وتم قياس النمو العصبي للطفل البالغ من العمر 18 شهرًا باستخدام مقاييس وتقييمات تم التحقق من صحتها.
تستند هذه الدراسة إلى العمل السابق الذي أجراه معهد تطوير الدماغ بقيادة "ليمبيروبولوس"، والتى كشفت عن أن القلق لدى النساء الحوامل يبدو أنه يؤثر على نمو دماغ أطفالهن، كما وجد الفريق البحثى أيضًا أن الصحة العقلية للأم، حتى بالنسبة للنساء ذوات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المرتفع، تغير التركيب والكيمياء الحيوية لدماغ الجنين النامي.