رئيس شركة "كيما": الحكومة المصرية أنجزت عدد من الإصلاحات الهيكلية للشركات تمهيدا للخصخصة
قال المهندس محمد حسنين رضوان، العضو المنتدب لشركة الصناعات الكيماوية "كيما " أن الحكومة المصرية قامت بإنجاز العديد من الإصلاحات الهيكلية لشركات قطاع الاعمال العام، من أجل زيادة ثقة المستثمرين، وتعتزم حاليا طرح بعض الشركات المتعافية للمستثمرين والقطاع الخاص.
واكد رضوان في تصريحات خاصة لـ"موقع خليجيون " الحكومة المصرية تمتلك خطة للترويج عن عدد من شركات القطاع العام التي تحولت من الخسارة الى الربح بعد إعادة هيكلتها، لافتا الى ان مشاركة القطاع الخاص و الحكومة يعد الخيار لأمثل والانسب واثبت نجاحة خلال العقود الماضية، ولكن لن يتم طرح الشركات قبل تحسين شكلها وتحويلها من الخسارة الى الربحية حتى لا يعرض المستثمر أسعار زهيدة وحتى تصبح في شكل افضل و يتم الإعلان عليها في ظروف جيدة.
وقال رضوان ان هناك عدد كبير من شركات قطاع الاعمال قد تحول بالفعل من الخسارة الى الربحية ولكن أسباب الخصخصة ليست فقط خسارة الشركات، ولكن اسوء سيناريو هو خصخصتها وهى تحتضر ولكن طرحها بعد إعادة هيكلتها أمرا جيد ويحقق للحكومة أعلى عائد وضخ تلك المبالغ في مشروعات استثمارية أخرى، لافتا الى ان الرئيس السيسي في خطابة الرسمي في افتتاح مصنع كيما الجديد دعا المستثمرين والقطاع الخاص الى المشاركة في شركة كيما وأن الباب مفتوح امام المستثمرين الجادين.
وقال رضوان أن منتجات الشركة المكتوب عليها صنع في مصر متواجدة في 28 دولة، من بينها عمان، مع وجود شركات خليجية تستورد منتجات كيما وطرحها بالأسواق الأوربية.
وأشار رضوان أن السعودية وقطر والامارات من بين الدول التي تنتج اليوريا ولديها فائض كبير بالإنتاج، لافتا الى أن حجم التصدير بلغ 45% من حجم الانتاج طبقا لقرار الحكومة والتي حددت تلك النسبة للشركات حتى يتم توجيه باقي الإنتاج للسوق المصري حتى لا يتعطش السوق المحلى والزراعة مع سد احتياجات المزارع المصري.
وحول كيفية تحول كيما من الخسارة الى الربح بشكل سريع قال رضوان أنه كان هناك بعض المشاكل المحلية الموجودة وتم التفاوض مع المقاول العام الإيطالي لحل المشاكل واستيراد قطع غيار جديدة للتطوير الماكينات مع تدريب العاملين مما أدى الى انتظام الإنتاج، وساعد ارتفاع أسعار اليوريا نتيجة ارتفاع الغاز الطبيعي في العالم الى تحقيق أرباح أيضا.
وأكد رئيس شركة كيما أن الشركة تحولت من الخسارة الى الربح وكان حجم الخسارة في ميزانية 30/6/2012 الى 1.4 مليار جنية، وفي عام 2020 كانت الخسائر 1.3 مليار جنية بأجمالي 2.7 مليار جنية، وبعد ان تولية مسؤوليه المصنع بأربعه أشهر حققنا في 31/2/2021 صافى ربح حوالى 330 مليون جنية وكان مجمل الربح 890 مليون جنية، وحاليا يتم اعداد المركز المالي في 30/3 /2022 ومتوقع زيادة كبيرة في الأرباح.
وحول التغلب على أرتفاع أسعار الطاقة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية خاصة وأن الغاز الطبيعي عنصر أساسي لإنتاج اليوريا، أشار رضوان الى ان للحرب جانب سلبى واخر إيجابي حيث ارتفعت أسعار منتج اليوريا خاصة مع حرمان اوربا من الغاز الطبيعي نتيجة الحرب وزيادة احتياجهم من اليوريا، مع توقف مصانع اليوريا بأوكرانيا وروسيا التي كانت مصدر مهم للتصدير، مع محدودية المعروض من المنتج ساعد على رفع أسعار بيع اليوريا، ولكن الجانب السيء هو ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج الأخرى مع ارتفاع أسعار الغاز بشكل تدريجي ليصل سعر المليون وحدة حرارية من 4.25 دولار الى 5.75 للمليون وحدة حرارية بنسبة 28%.
وقال رضوان، أن الشركة كانت اول شركة فى العالم تنتج الأمونيا الخضراء من خلال مصنع كيما القديم، لافتا أن المشروع كان يعتمد على الطاقة النظيفة تماما لإنتاج الامونيا الخضراء، مشيرا الى أنها تسعى حاليا للإعادة انتاج الامونيا الخضراء مع ارتفاع أسعارها حول العالم، حيث أن البنية الأساسية موجودة و قائمة.
وكانت كيما قد أعلنت عن افتتاح مشروع «كيما 2» بتكلفته 11.6 مليار جنيه، يستهدف إنتاج 1200 طن أمونيا، و1575 طن يوريا يوميا، بالإضافة إلى تأهيل مصانع الشركة للعمل بالغاز الطبيعي بدلًا من الكهرباء.
وتسعى الحكومة المصرية لاستكمال خطط الخصخصة التي بدأتها قبل أكثر من ثلاث سنوات في العديد من القطاعات التي تضم شركات مملوكة للدولة ظهرت عليها علامات التعثر وتسجيل الخسائر من أجل تعزيز كفاءتها والتخلص من المصاريف التي تثقل الميزانية السنوية.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن ديون شركات قطاع الأعمال العام تصل إلى أكثر من 45 مليار جنيه (2.87 مليار دولار)، ما يزيد من معاناة الشركات والضغط على الموازنة العامة للدولة.