السيسي: 30 مليون جرعة تطعيم ضد كورونا من مصر للدول الأفريقية
أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مبادرة من مصر لتقديم 30 مليون جرعة للتطعيم ضد فيروس كورونا للدول الأفريقية وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي وقال السيسي إن أفريقيا تتمتع بنسبة 60% أو 65% من سكانها شباب، قائلا: "ويمكن أكتر من كده كمان، لذلك المستقبل في أفريقيا
جاء ذلك خلال حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، في جلسة حوارية بعنوان "نحو نظم صحية مرنة ومستدامة في إفريقيا"ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي "صحة أفريقيا"، المنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة.
قال السيسي، إن المواطنين يرون أثر العلماء المقدر على المستوى الإنساني والأخلاقي، مشيدًا بجهود الدكتور هارفي جيمس أولتر، الحاصل على جائزة نوبل، ومكتشف فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي وأضاف أن مصر أجرت الفحص الشامل بمبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي لـ95 مليون مواطن وتابع: «تم عمل هذا الفحص وأطلقناه على المستوى القومي وربنا وفقنا، وأقول لأصدقائنا والأشقاء في إفريقيا اوعوا تتصوروا إن قلة الموارد ممكن تكون عائقاً أمام تحقيق الأهداف، أي هدف يكون بحساب موازنات وأموال وأمور عدة، ولفت إلى أن مصر تواصلت مع العديد من شركات الأدوية الأمريكية لتوفير علاج فيروس سي في مصر.
وأضاف تحدثنا معهم للمساهمة في توفير العلاج بتكلفة مالية نقدر أن نخدم بها ملايين من المصابين في مصر، رغم أن الدواء حينها بـ10 آلاف دولار، لكننا تحصلنا عليه بتكلفة أقل، وهو أمر مشكور لشركات الدواء المصرية ووجه السيسي حديثه لدول إفريقيا: «أقول لهم خلوا بالكم إفريقيا سوق واعد، لو عددنا الآن مليار و300، فخلال 20 أو 30 عاما هنكون 2.5 مليار، هي سوق كبير جدا، والمستقبل لإفريقيا، مؤكدا أن إفريقيا تمتلك موارد بشرية هائلة، وتتسم بامتلاك العديد من الموارد الأخرى وأوضح أن صاحب القدرات القليلة ليس أمامه سوى الأفكار ليحل المسائل الموجودة، ذاكرًا أن المشكلة غير مرتبطة بامتلاك القدرة على العلاج وتقديم خدمة كبيرة بما تعنيه الكلمة، وإنما مع قلة الموارد وشح الأموال المخصصة.
وقال السيسي، إن مصر تمكنت من حل العديد من المسائل الصحية، بالمبادرات الرئاسية مثل «100 مليون صحة» و«القضاء على فيروس سي»، موضحًا أنها كانت تستهدف تحديات بعينها وأضاف أن العديد من الدول الأكثر تقدمًا وقدرة اقتصادية، لم تحقق ما حققته مصر بمجال قوائم الانتظار.
من جانبه أكد البروفيسور هارفي جيمس اولتر العالم الأمريكي في الفيروسات الحائز على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب لعام 2020 ومكتشف فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي أن مصر يجب أن تفتخر بالإنجاز العظيم الذي حققته في مكافحة فيروس الالتهاب الكبد الوبائي (سي).
وقال البروفيسور "إن العمل الشامل الذي يبدأ من القيادة السياسية والمنظومة الصحية في مصر ومصانع الأدوية حقق هذا الإنجاز العظيم وأضاف البروفيسور الأمريكي أنه على الرغم من الإمكانيات المادية الضخمة لدى الولايات المتحدة إلا أنها لم تقم بحملة لمكافحة هذا الفيروس، مشيرا إلى أن الأمل قد تجدد بالخبرة التي حققتها مصر في هذا الأمر وإمكانية نقل تجربتها من دولة إلى أخرى لمكافحة فيروس سي.
كما قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري
إن "ما شهدناه من إنجازات في قطاع الرعاية الصحية لم يحدث في تاريخ مصر، فنحن عشنا فترات طويلة نشهد مشاكل القطاع الصحي التي كانت لا تنتهي.. وما حدث في مصر أثناء أزمة كورونا ثم ما تبعها من أزمة روسيا وأوكرانيا ثم المشاكل المتوقعة القادمة يدل على فكر صائب وثاقب وعلى إرادة فولاذية سياسية لم تحدث في دعم القطاع الصحي بمصر، وأشار إلى أن القطاع الصحي ليس فقط قضية مستشفيات ودواء، فالقمح وزراعته وصوامع القمح والبنية التحتية للطرق والمحاور والكهرباء كلها تؤثر بشكل مباشر على القطاع الصحي.. معربا عن شكره وتقديره لجيش مصر القوي والشرطة ورئيس الوزراء لدورهم في دعم القطاع الصحي خلال جائحة كورونا.
وأضاف أن "إفريقيا تعاني بشدة فهي موطن أمراض يمكن منعها أو معالجتها كالسل "الدرن" فهو مازال يقتل على الأقل 500 ألف إنسان إفريقي كل عام ويمكن تشخيصه وعلاجه بالإضافة إلى الملاريا.. حيث أن 95% من مرضى الملاريا في العالم متواجدون في إفريقيا و96% من وفيات الملاريا في العالم أيضا في إفريقيا وهذا المرض يمكن الوقاية منه وعلاجه.
وأوضح أنه في إحدى جلسات منظمة الصحة العالمية في جنيف تحدث أحد المحاضرين على مرض الإيدز "نقص المناعة المكتسبة" وأكد أنه أيضا مستوطن في إفريقيا.. متوقعا احتمالية ظهور تطعيم للملاريا التي ليس لها تطعيم حتى الآن.
وأضاف أن "متوسط عمر الأطفال في إفريقيا الذين يتوفون في السنة الأولى حتى ال 5 سنوات أعلى مستوى في العالم، ومستوى وفيات السيدات بسبب الحمل والولادة أعلى مستوى في العالم.. حتى مرض جدري القردة ظهر في إفريقيا".
وأضاف تاج الدين أن مصر أدركت قيمة وأهمية التوجيهات الاستراتيجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومنها إنشاء مدينة الدواء التي وطنت صناعة الدواء الحديثة، حيث أنتجت محاليل بالشراكة مع إحدى الشركات اليابانية، وتم توقيع عقد مع شركة سويسرية لإنتاج أدوية الأورام الحديثة وأكد أن هناك قدرات مصرية وإفريقية وكوادر بشرية طبية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الأطباء والأساتذة المصريين طالبوا بالمشاركة في المؤتمر الطبي الإفريقي، ولفت إلى وجود مؤشرات صحية جيدة في مصر وتابع أن رئيس الاتحاد الإفريقي أعلن أن القارة السمراء تعاني من مجاعة ومرض، مشيرا إلى أن إفريقيا في حاجة إلى التحرك.. وأكد أنها في حاجة إلى قرار سياسي قوي.
وقال نائب رئيس زيمبابوي ووزير الصحة الدكتور كونستانتينو شيونجا "إننا في أفريقيا نحتاج إلى المساندة من أجل بناء القطاع الصحي في القارة وأضاف شيونجا أن جائحة كورونا التي واجهناها جميعا أعطتنا درسا كبيرا جدا للتعلم منها وأوضح أنه كان هناك خدمات كثيرة لم تكن متوفرة في أفريقيا خلال جائحة كورونا، فيما يخص الإقامة والخدمات والنقل.. لافتا إلى أن المساندة التي نحتاجها في أفريقيا هي أن ندرب الخبراء لدينا، والتعامل مع الأوضاع التي تؤثر على شعوبنا من جهة المياه والأمور الصحية وقال "إننا نحتاج أن نتعلم من خلال وجودنا في مصر، كيف كانت خبرة مصر وكيف تمكنت من التعامل مع الأمراض التي تأتي مع المياه وكيف تمكنت من معالجة هذه الإشكاليات وأكد نائب رئيس زيمبابوي أنه ينبغي أن يكون لدينا الاكتفاء الذاتي في كل شيء نقوم به، ولا سيما في مجال الدواء.. موضحا أنه إذا تمكنا من صناعة الدواء وصناعة اللقاحات في أفريقيا، حينئذ نستطيع القول إننا حققنا إنجازا كبيرا وأضاف "أننا في زيمباوي نرغب في أن يكون لدينا شراكات تجارية مع مصر في مجالات الدواء من أجل مواجهة التحديات التي نواجهها جميعا في أفريقيا".
وقالت حنيفة بنجرانا وزيرة الدولة للصحة في أوغندا "إن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على جميع الأنظمة الصحية في دول العالم أجمع، ولا سيما في الدول النامية، وأثرت على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وأبرزت عدم المساواة وعدم العدالة بين الناس.
وأضافت وزيرة الدولة للصحة في أوغندا أننا هنا من أجل أن نضمن استدامة الخدمات الصحية، ونحتاج أن نستعيد القوة لبناء المرونة في أنظمة الرعاية الصحية وألا ننسى اقتصاديات بلادنا التي تأثرت وتباطأت وأوضحت أنه لا يوجد دولة يمكن أن تتحدث بمفردها، ونحتاج أن نتحدث معا من أجل استدامة النظم الصحية التي لدينا والهياكل التي تجعلها مستدامة.
ونبهت وزيرة الدولة للصحة في أوغندا إلى أننا نحتاج أن نوازن جهود مواردنا في الدول الإفريقية، ونريد الأمان لشعوبنا ولممتلكاتنا، ولا يمكن أن نعيش بأمان بدون الاهتمام بالموارد.
وتابعت "إننا في ظل جائحة كورونا نحتاج أن نعمل أكثر على توافر الخدمات الصحية والنظم الصحية، ونريد أن نتمكن من تعزيز المناعة لدى الجميع، ونريد أن ندفع حكوماتنا للتسريع من عملية الإنماء الاقتصادي بعد جائحة كورونا وضمان الاستدامة في النظم الصحية".
وأضافت أنه ينبغي تعزيز سهولة الوصول إلى اللقاحات، مشيرة إلى أنه حين حدثت جائحة كورونا لم تكن هناك خطط لتوزيع الأمصال وإنتاجها، مؤكدة أنه يجب أن نكون دائما مستعدين بدلا من الانتظار على قوائم الذين ينتظرون الحصول على الأمصال.