الأسرار تخلق الشقوق في "بيت سلمى" وتسمم الذكريات الأسرية
البيت والعائلة كلمتان عادةً ما يمكن أن نستبدل إحداهما بالأخرى دون أن نشعر بفارق في المعنى، يعتبر الكثير من الناس أن الدفء يكمن في هاتين الكلمتين، وفي فيلم "بيت سلمى" الأردني للمخرجة هنادي عليان، نجد هذه الفكرة بداية من العنوان، وكما للبيت أعمدة وأساسات، فالأسرة لها دعائم أيضاً، أهمها الثقة، ومثلما قد يُصاب جدار المنزل بالشقوق، تعاني الأسرة هي الأخرى من المشاكل عندما تجد الأسرار طريقاً لها بين أفراد العائلة.
تدور أحداث فيلم بيت سلمى في الأردن، حول ثلاث نساء بشخصيات مختلفة، الأولى سلمى، خبازة موهوبة تعيش وحدها في منزل قديم ضخم يطل على وسط المدينة في عمان، وتدير مخبزاً منزلياً لا يحقق أرباح، ابنتها فرح هي أم شابة عاملة تعاني من مشكلات زوجية مع زوجها مالك.
تتسبب وفاة زوج سلمى السابق في انقلاب حياتهن، ويقام العزاء في منزل زوجته الجديدة لمياء، وهي شخصية اجتماعية مهووسة بمواقع التواصل الاجتماعي، وبعد انتهاء العزاء يكشف العم عماد العديد من الأسرار تؤدي إلى مشاحنات عائلية وتُجبر النساء أخيراً على قبول بعض الحقائق القاسية والإمساك بزمام حياتهن.
ما يُميز بناء "بيت سلمى" هو أن الأسرار تتكشف تدريجياً، وكأنك تدور داخل دهاليز منزل ما، في كل مرة تفتح باب غرفة أو خزانة تكتشف شيئاً جديداً عن أصحاب ذلك المنزل، ويميل الفيلم إلى تقرير أن الأسرار لا تخص فرداً، فجميعنا قد نخبىء عن من حولنا أموراً، وذلك لا ينفي مدى حبنا أو ارتباطنا بهؤلاء الأشخاص، ولكنها في النهاية تظل أسراراً حتى لو كان الدافع خلفها حميداً مثل حماية شخص ما من قسوة الحقيقة.
وكان "بيت سلمى" قد شهد عرضه الأول في الأردن مؤخراً، وحصل الفيلم على عرضه العالمي الأول في مهرجان Cinequest في الولايات المتحدة الأمريكية، الفيلم من إخراج وتأليف هنادي عليان، وبطولة جولييت عواد وسميرة الأسير ورانيا الكردي وفراس طيبة ووليد الجيزاوي، إنتاج شركة Reel LA Productions (المنتج ناثان بينيت).