بالصور.. .. .مسجد أيا صوفيا يشهد اقبالا كبير من الزوار للتعرف على قصة القديسة والسلطان
شهد مسجد أيا صفيا اقبالا كبيرا من قبل الزوار من شتى انحاء العالم للتعرف على الحضارة الإسلامية التركية والتي تجسد جزء منها في مسجد أيا صفيا القديسة المصرية، والتي تم بناء كنيسة وأطلق عليها أسمها لإخلاصها للديانة المسيحية ورفضها التحول مرة أخرى للوثنية والتي كانت ديانتها الأولى، والتعرف أيضا على شجاعة السلطان محمد الفاتح والذى قام بفتح إسطنبول في 29 مايو عام 1453، وحقق بشرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم وتوج الفتح بتحويلها الى مسجد.
ورصدت جولة لـ"موقع خليجون " وجود اعداد كبيرة من الزائرين سواء من العرب او الدول الاوربيه والعديد من دول العالم داخل المسجد، وفى كافة ساحات المسجد لمشاهدة تلك التحفة المعمارية الممزوجة بالفن الإسلاميوالقبطي، وأداء الصلاة تحية للمسجد.
يظل مسجد "آيا صوفيا" في مدينة اسطنبول التركية رمزا تاريخيا ودينيا على مدار عمربنائه الذى بلغ نحو ما يقرب من 1500 عام، فضلاً عن كونه تحفة معمارية فريدة وأحد أهم الآثار الفنية في العالم، التي امتزج بالهندسة الإسلامية والنقوش القبطية، والايات القرانية، وأسماء الله الحسنى ولوحات مكتوب عليها لفظ الجلاله واسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأسماء الصحابة جميعهم.
بشارة النبى محمد صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطنية.
وكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قد بشر بفتح القسطنطينية، حيث قال رسول الله "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش"هكذا كانت بُشرى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - نبراسا لكل القادة من بعده يضيء لهم طريق الفتوحات، .
وفي عام 532 م أمر الإمبراطور البيزنطي، جستنيان الأول، ببناء الكنيسة في القسطنطينية (إسطنبول حالياً) وتعرضت للبناء والهدم أكثر من مرة، واستغرق بناء كاتدرائية آيا صوفيا -والتي تعني "الحكمة المقدسة" باللغة اليونانية- خمس سنوات.
وأراد جستنيان الأول من خلالها أن يُثبت تفوقه على أسلافه الرومان بتشييد صرح معماري غير مسبوق، وبُنيت الكاتدرائية على شكل قبة مركزية كبيرة ونصف دوائر تحيط بصحن الكنيسة، وتعد هذه القبة من أبرز معالم البناء، إذ أراد المعماريون أن تكون أوسع وأكثر ارتفاعاً وإبهاراً عن أي قبة بُنيت من قبل. إلا أن القبة الأصلية انهارت نتيجة لزلزال عام 558 ميلادياً، قبل أن يُعاد بناؤها وتُدعم بأربعين عموداً.
أمر بجلب الرخام واحجار الزينه من مناطق متعددة.
وقد تم جلب الرخام واحجار الزينة من مناطق مختلفة لبناء الكاتدرائية، كما استغل الإمبراطور جميع الإمكانيات لزخرفة المبنى وتزيينه، واستُخدم الرخام بمختلف ألوانه بعدما جُلب من مناطق عده، كما زُينت الجدران الداخلية بفسيفساء من الذهب والفضة والزجاج وأجزاء من الحجارة الملونة.
واستمرت آيا صوفيا مركزاً للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية لأكثر من 900 عام، تخللتها فترة ما بين عامي (1204 -1261) حولها الصليبيون أثناء حملتهم الرابعة إلى كاتدرائية للروم الكاثوليك، قبل أن تعود مجددا للإمبراطورية البيزنطية.
تحويل الكنيسة الى مسجد.
بعد سقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين عام 1453 م حُولت الكنيسة إلى مسجد، وأدى به السلطان محمد الثاني (المعروف باسم محمد الفاتح) أول صلاة جمعة بعد دخوله المدينة وكان ذلك في الفاتح من يونيو من العام ذاته، وأصدر أوامر بتغطية الرسوم والنقوش المسيحية، ورصدت كاميرا خليجيون عدد من الصور لاخفاء المعالم المسيحية، ولكن هناك جزء لازال موجود في طرقات المسجد وعلى الأبواب.
وعلى مدى السنوات السابقة تم إضافة سمات معمارية إسلامية للمبنى مثل المنبر والمحراب ومآذنه الأربع، وظل آيا صوفيا والذي أطلق عليه اسم "الجامع الكبير" المسجد الرئيسي في القسطنطينية، حتى بناء مسجد السلطان أحمد المعروف باسم "المسجد الأزرق" عام 1616، وتم تأسيس مدارس إسلامية ملحقة بالمسجد.
من متحف إلى "مسجد"
منذ سنوات تعالت مطالبات من قبل إسلاميين في تركيا بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، وتؤكد وثائق تاريخية شراء السلطان محمد الفاتح مبنى "كنيسة" أيا صوفيا من القساوسة قبل تحويله إلى مسجد.
من هي أيا صفيا
ولدت القديسة أيا صوفيا بمنطقة البدرشين بمدينه الجيزة مع نهايات القرن الأول الميلادى وهى مصرية الأصل، ومعنى أيا صوفيا هي "الحكمة المقدسة".
تحول أيا صفيا من الوثنية الى المسيحية.
وكانت أيا صفيا تعبد الأوثان وكان لها جارات مسيحيات فرأت منهن خلقا طيبا ولمست فيهن روح المحبة والمودة، فاعتنقت الديانه المسيحية، ولازمت الصلاة والصيام ومحبة الفقراء، وعرفت بتدينها حتى وصلت اخبارها إلى الوالي الروماني في مصر كلوديوس خلال حكم الإمبراطور الروماني المتعصب هادريان (117 ـ 138م)، بأن صوفيا الوثنية حولت عقيدتها فصارت مسيحية فأمر بإحضارها ومحاكمتها فلما مثلت بين يديه سألها عن معتقدها، فأجابته بأنها كانت عمياء تعبد الأوثان ثم أبصرت وصارت مسيحية، مما أدى الى غضب الولى وأمرها بالعودة إلى الوثنية، فأبت وأخبرته بأن تلك الأوثان لا تزيد عن كونها حجارة لا تنفع ولا تضر، فأمر جنوده بضربها بالسياط لعلها تعود، وحينما فرضت العودة الى الوثنية أمر جنودهبكي مفاصلها بالنار، وحينا أصرت على رفضها بدأ يفكر في طريقة أخرى لردها عن عقيدتها، فبدأ يحسن معاملتها وأرسل إليها زوجته كي تلاطفها وتعدها بأنها إن تركت المسيحية فستمنح الكثير من الخيرات من الوالي، لكنها ظلت على ثباتها حينها أمر الوالي بقطع لسانها وحبسها في سجن مظلم، وبعدها أمر بقطع رأسها.
نقل رفات أيا صوفيا الى قسطنطينية
سمع الإمبراطور الروماني قسطنطين العظيم وأمه الملكة هيلانة بالقديسة صفيا سنة 325م، فأمرا بنقل رفاتها من مصر إلى مقر الحكم في مدينة القسطنطينية وبنى كنيسة عظيمة وسماها كنيسة صوفيا.
إعادة بناء الكنيسة.
ويشار إلى أن الكنيسة القديمة قد احترقت، وقام الإمبراطور جستينيان الأول بإعادة بنائها سنة 537م وحولها السلطان محمد الفاتح عام 1453م إلى مسجد ثم حولها كمال الدين أتاتورك عام 1934م إلى متحف يجمع العناصر المعمارية والفنية للمسيحية والإسلام حتى قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويلها إلى مسجد، وألغى رسوم زيارة المسجد من 50 دولار للفرد الى زيارة المسجد بالمجان وفتحه للجميع.