الشيخ أحمد هو الحل.. حتى لا نعود للمربع الأول
بين أمواج متلاطمة من الإرتباك السياسي، وفي وسط أزمة تفاقمت أكثر مما يجب، وطالت أكثر مما يتوقع، وهنا أتحدث عن حالة الإنسداد السياسي التي تخلقت وتعملقت بين الحكومات المتعاقبة ومجالس الأمة المتعاقبة أيضا، حتى تحولت الديمقراطية الكويتية التي يفترض أن تقود البلاد صوب التنمية الشاملة بكل ما تمتلكه البلاد من مقومات إقتصادية وحضارية وبشرية، إلا أنه وللأسف الشديد أوقعتنا الديمقراطية في حالة الانسداد السياسي وتحولت إلى عقبة كئود تسببت في تعطيل شتى مجالات العمل الحكومي والأداء الاقتصادي.. وسط هذه الحالة يأتي تعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح في منصب رئيس الوزراء في هذا التوقيت الدقيق، والذي يعكس ثقة القيادة الكويتية بقدراته على تجاوز تحديات المرحلة الراهنة.
الشيخ أحمد، كما يعرفه القاصي والداني رجل دولة من طراز فريد، صاحب قدرات وخبرات اكتسبها طوال مسيرة حياته التي تدرج فيها خلال العديد من المناصب المدنية والعسكرية ترك فيها بصمات مميزة، كما أنه من الشخصيات القيادية الحكيمة، وأحد أبرز رجال الدولة الناجحين والمؤثرين في كل مجال وطأته أقدامه، فقد سطر إنجازات عديدة بتفان منقطع النظير، وهو عاشق لوطنه يعمل في صمت بعيدا عن الصخب الإعلامي، كما يعرفه الجميع نظيف اليد كريم الخلق، عينه دوما متجهة صوب مصلحة البلد ورفعة شأنه.
شخصية بقيمة وقامة الشيخ أحمد، تستحق وقفة شعبية داعمة ومساندة ومؤيدة بلا تردد لرئيس الوزراء المكلف، ليس فقط بالدعم والمساندة المباشرة، ولكن الشعب مطالب أكثر من أي وقت مضى بأن يكون هو الحل لأزمة الإنسداد السياسي، وعلى الناخبين أن يترفعوا عن الاختيارات المبنية على القبلية والجهوية والمذهبية والمصالح الشخصية الضيقة، وليكن الاختيار ولو لمرة واحدة من باب التجربة من أجل هدف أنبل وأسمى، هو مصلحة الوطن، الوطن وفقط، حتى نخرج من الإنسداد السياسي وتأخذ الكويت موضعها الطبيعي في مسيرة التقدم والازدهار.
أعتقد ويشاركني الكثيرون في البلاد أنه قد حان الوقت لوضع الأمور في نصابها وإحداث حلحلة في الأزمة والإطاحة بكل العناصر التي اعتادت على الصراخ البرلماني لا لشئ سوى لإثبات الذات أو التربح من الأزمة.. العالم من حولنا يتغير وعلينا أن نخطو خطوات أسرع بدون عراقيل وأزمات نحن في غنى عنها، لتحقيق نهضة نستحقها، ونحن وأجيالنا المقبلة أولى بثمارها، بدلا من هذه الأزمات المفتعلة.
ولعل قرار سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، بحل مجلس الأمة، شخص الأزمة بوضوح ووصف العلاج بدقة، فسموه قال في كلمته التي بثها التلفزيون الرسمي "قررنا اللجوء للشعب ليقوم بإعادة تصحيح المسار السياسي"، وأن "الاختيار غير الصحيح للممثلين في مجلس الأمة يضر بمصلحة البلاد ويعود بنا للمربع الأول".. هذه الكلمات البليغة الموجزة، تكشف عن مكمن الداء، كما أنها تصف بعبقرية واضحة طريقة العلاج، وعلى الشعب أن يتحمل مسؤوليته في الاختيار الصحيح والمناسب لنوابه في مجلس الأمة، حتى لا نعود للمربع الأول.
في النهاية أتمنى من سمو الشيخ أحمد أن يختار وزرائه على أسس الكفاءة والقدرة على العمل، وأن يبتعد تماما عن فكرة المحاصصة على أسس قبلية أو جهوية أو مذهبية أو حزبية، وألا يلتفت إلى كلام المغرضين الذين لا يرون في الديمقراطية سوى التشنج والصراخ.. فالشعب يضع ثقته كاملة في شخصكم الكريم.. وأنت أهل لهذه الثقة، وبإذن تكون حكومتك هذ المنقذ والحل للخروج من أزمة الانسداد السياسي، لنبدأ مرحلة فارقة في تاريخ وطننا العزيز.. وفقكم الله ورعاكم، وصوب خطاكم.