المخابرات البريطانية: إسرائيل استغلت اختلاف المصالح بين حماس والجهاد وخططت للعدوان على غزة منذ شهور
العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والذي أسفر عن خسائر هائلة في الأرواح والأموال فقد استشهد 46 فلسطينيا وجرح نحو 360 آخرين، فيما هدمت 1675 وحدة سكنية، هذا العدوان الإجرامي لم يكن وليد الصدفة بل مخطط له قبل ذلك بفترة طويلة وتم تحديد الأهداف والأماكن بدقة، واستغلت اسرائيل الخلاف بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس لتوجيه ضربة للجهاد دون تدخل حماس في المعركة، كما أن حركة الجهاد نفسها تعاني من خلل في القيادة حيث يدور صراع بين عدة قيادات على قيادة الحركة، وقد كشفت المخابرات العسكرية البريطانية، أن الجيش الإسرائيلي، خطط منذ شهور للعملية العسكرية فى قطاع غزة "بزوغ الفجر".
ونقلت صحيفة التايمز، عن مصدر بجهاز المخابرات البريطانية، عن أن إسرائيل كانت تخطط منذ عدة أشهر لعملية "قطع رأس" حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية، وأنها استغلت الانقسام بين قيادات الحركة لتنفذ الضربة التى وجهتها لها.
كما كشف موقع "والاه" العبري، عن أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خططت لعملية "بزوغ الفجر" ضد الجهاد الإسلامى منذ أشهر وقررت توجيه ضربة له بعد نيته التصعيد مؤخرا.
وذكرت المعلومات الاستخبارية التى حصلت عليها الصحيفة البريطانية، أن إسرائيل بدأت استعداداها للهجوم الموسع على حركة الجهاد الإسلامى بعدما ترددت أنباء عن سفر زياد النخالة، الأمين العام للحركة الذى يتخذ من دمشق مقرا له، إلى طهران للقاء عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، ورجحت أن الحركة الفلسطينية تحصل على تمويلها من إيران.
ورصدت المخابرات الإسرائيلية، أثناء مراقبة الاتصالات التى جرت فى الفترة الأخيرة بين النخالة واثنين من كبار القادة العسكريين فى حركة الجهاد، أن هناك حالة من الغضب تنتاب القيادات حيال بعض القضايا الخاصة بالتمويل.
وأضافت صحيفة التايمز البريطانية، أن إسرائيل قد بدأت عملية "بزوغ الفجر" ظهر الجمعة الماضية وهى تسابق الزمن حتى تتمكن من شن الهجوم قبل أن تتخذ فرق إطلاق الصواريخ بحركة الجهاد الإسلامى مواقعها، وكان من الضرورى بالنسبة للجانب الإسرائيلى أن يكون سباقا إلى الهجوم من خلال اغتيال تيسير الجعبري، القيادى البارز بالحركة، وعدد من معاونيه بعد أن رصدوا أثناء نقلهم إلى منزل آمن فى شقة وسط قطاع غزة جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت ذلك الموقع.
ويُعد اغتيال قائد الجناح العسكرى للحركة خسارة كبيرة للجهاد الإسلامي، إذ كان مسئولا عن فرق إطلاق الصواريخ، والتنسيق مع حركة حماس على مستوى العمليات العسكرية.
وقد ساعد على تنفيذ عملية "قطع الرأس" الإسرائيلية، غياب الهيكل القيادى العسكرى المتماسك فى حركة الجهاد الإسلامي، بحسب معلومات المخابرات البريطانية، مما اضطر الجعبرى إلى قيادة العمليات العسكرية بنفسه بدلا من أن يضمن حمايته فى نقطة حصينة.
أما العامل الثانى فيتمثل فى أن حركة حماس لم تبد اهتماما بالغا بالمشاركة فى الرد على الضربات العسكرية الإسرائيلية خشية أن تضع عراقيل أمام الاتفاقيات التى توصلت إليها مع إسرائيل ومن بينها تنفيذ خطط إنشاء البُنى التحتية الجديدة
فيما تناولت صحيفة "الفاينيشيال تايمز" صباح يوم الجمعة، التفاوت في كيفية التعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة بين حماس والجهاد في القطاع.
مراسل الصحيفة "جيمس شوتر" من القدس كتب مقال له بعنوان "الصراع الأخير في غزة يكشف الاختلاف في التعامل بين حماس والجهاد مع الضربات الإسرائيلية".
وقال الكاتب بحسب الصحيفة البريطانية، إنّ الجيش الإسرائيلي شنَ ضربات جوية على أهداف تابعة لحركة الجهاد في غزة الأسبوع الماضي، انتظر الذين وقعوا في مرمى النيران رد فعل حركة حماس، أكبر جماعة مسلحة في القطاع"، على حد قوله.
وأضاف شوتر، "في العام الماضي أطلقت حماس، التي تحكم غزة منذ عام 2007، مئات الصواريخ على إسرائيل في حرب استمرت 11 يومًا، لكنها هذه المرة اختارت البقاء على جانب الصراع، تاركةً الأمر للجماعة الأصغر منها والأكثر راديكالية".
ويتابع: إنه حتى مع ابتعاد حماس عن القتال، أعرب قادتها عن وحدتهم مع حركة الجهاد، ويرى أن الأمر سلط الضوء على المصالح المختلفة للجماعتين، كما سلط الضوء على محاولة إسرائيل لإدارة صراع محتدم.
وشدد، أن "إسرائيل حاصرت غزة منذ تولي حماس السلطة، مما أدى إلى شل قطاع الأرض البالغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا، وأدى إلى تقليص عدد سكانه البالغ 2.3 مليون نسمة، لكن منذ حرب العام الماضي، سعت السلطات الإسرائيلية بشكل متزايد لمنح حماس حوافز اقتصادية في محاولة لضمان الاستقرار وتخفيف القيود على بعض الواردات وإصدار نحو 14 ألف تصريح لسكان غزة للعمل في إسرائيل مقابل الهدوء.
ويضيف الكتاب: أن "مسؤولين إسرائيليون أشاروا إلى أن هذا النهج لعب دورًا في قرار حماس بالابتعاد عن القتال، ويكمل مقاله: "أن "مراقبين آخرين يرون قرار حماس لم يكن له علاقة بالحوافز المحدودة نسبيًا التي قدمتها إسرائيل، بل كان له علاقة أكبر بحساباتها العسكرية والسياسية، حيث لا زالت حماس تعيد بناء قدراتها بعد حرب العام الماضي".
وإلى جانب الحسابات قصيرة المدى، يقول محللون إن قرار حماس يعكس أيضًا الاختلافات بين مصالحها ومصالح الجهاد.
وأشار، إلى إن "الجماعتين تعارضان وجود إسرائيل ويشتركان في أيديولوجية إسلامية مماثلة. لكن الجهاد أكثر راديكالية وقد رفضت دائمًا أي تدخل في السياسة الفلسطينية ولم تلمح قط إلى أي تسوية مع إسرائيل، على النقيض من حماس".
وفي الشهر الماضي انتقد الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة، قبول حماس لمقايضة التصاريح مقابل السلام ووصفها بأنها تأتي بنتائج عكسية. "عندما نتوقف عن المقاومة ونكتفي ببعض الإجراءات، من سيطالب بحقوقنا؟
إلى فتحت زوارق بحرية الاحتلال الصهيوني الغاشم، مساء الخميس، نيران أسلحتها الرشاشة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الإنارة تجاه الصيادين جنوبي قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية، إن جنود بحرية الاحتلال المتمركزين في عرض بحر محافظة رفح جنوباً فتحوا وبكثافة نيران أسلحتهم الرشاشة، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الإنارة تجاه مراكب الصيادين العاملين في بحر المحافظة وأجبروهم عنوة على مغادرة البحر.
وكانت بحرية الاحتلال الصهيوني الغاشم قد أطلقت في وقت سابق، نيران رشاشاتها تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في بحر شمال قطاع غزة.